عيد بلا دولة... وصوت الحق يعلو من وجدان الشعب

أحد, 06/08/2025 - 17:52

"إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر..."
بهذه الكلمات الخالدة افتتح المفكر الدكتور صوت الحق الخامس العلوي رسالته بمناسبة اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك، متأملًا حال الوطن، وداعيًا إلى يقظة جماعية من أجل العدالة الاجتماعية، والتعليم النموذجي، والصحة الشاملة، وبناء الإنسان الموريتاني، دون تمييز بين بولاري وولفي وسوننكي وعربي، أبيض أو أسمر.

في لحظة ينتظر فيها الشعب حضور رمزية الدولة في مشهد جامع، غابت الحكومة عن صلاة العيد، بينما كان رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان السيد محمد ولد مكت يؤديان مناسك الحج.
يسأل المفكر الخامس:

> "من مثّل الدولة في هذا اليوم العظيم؟ من خاطب الناس؟ من حمل لهم رسالة الوحدة والأمل؟"

ولم يكن غياب الدولة وحده ما أثار قلق المفكر، بل امتد تساؤله إلى العلماء، الذين وصف صمتهم تجاه الأحداث بأنه صمتٌ مألوف، ونأيٌ دائم عن واجب النصيحة، مجارات للحكام بدل التذكير والتوجيه والإصلاح.

السياسيون لم يسلموا من النقد، فقد وصفهم بأنهم أبناء تمصلح لا مشروع لهم، وأنهم يعيدون إنتاج الولاء للمواقع لا للوطن، في وقت يعيش فيه المواطن الموريتاني قلقًا مشروعًا بسبب تزايد التوترات على الحدود، وتكرار حوادث المسيرات التي تستهدفه وتمس هيبة الدولة نفسها.

أما الإعلام الرسمي، فغائب في لحظة حضور مطلوبة. حيث تساءل المفكر العلوي:

> "أين وزارة الإعلام؟ أين مكتب الرئاسة؟ من أقنع الرئيس بأن تويتر هو المنبر الأمثل؟!"

ليضيف:

> "إنها خيانة ثقافية واستراتيجية أن يُدفع برئيس منتخب للتواصل مع أقل من 1% من شعبه، بينما الإعلام الرسمي غارق في التبجيل الفارغ والتجاهل التام لنبض الناس."

وفي سياق التضامن الإسلامي، تناول العلوي قضية غزة الجريحة، منددًا بتقاعس العرب والمسلمين والأحرار عن نصرتها، واصفًا ما يجري هناك بأنه عارٌ على كل صامت وجريمة في حق الإنسانية.

دعوة المفكر لم تتوقف عند النقد، بل توجه مباشرة إلى فخامة الرئيس، مطالبًا بأن يصدر تعليماته إلى السيد موسى فال لإشراك مركز الخامس للتنمية البشرية في جلسات التشخيص الوطني والحوار، لإعادة بناء موريتانيا متصالحة مع نفسها، وقائمة على المواطنة ودولة المؤسسات.

كما دعا إلى حملة وطنية لا هوادة فيها ضد:

الفساد وهيئاته الناهبة

أكلة المال العام

تجار السموم والمواد المسرطنة

وختم بصوت حاد النبرة، قوي الإرادة:

> "لن تنهض موريتانيا إلا بفكر صادق، ومحاسبة عادلة، وإعلام يخدم الحقيقة لا الحاكم."