
في خطوة مدروسة تُعلن هيئة الخامس للتنمية البشرية ورسم الاستراتيجيات عن ميلاد منصاتها الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بقناة رسمية على اليوتيوب، في تطور استراتيجي غير مسبوق نحو تجديد أدوات التواصل مع الجمهور، والانفتاح على مختلف الشرائح الوطنية والعالمية. هذا الانطلاق الرقمي ليس مجرد قرار تنظيمي، بل هو امتداد طبيعي لحالة الوعي المؤسسي الذي يعيشه مشروع "الخامس"، بقيادة المفكر الخامس العلوي.
الهيئة، التي طالما عُرفت بإنتاجها الفكري الوازن ومواقفها الوطنية الحازمة، تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تأمين أرشيفها العلمي والإعلامي صوتًا وصورة، وتقديم مضامينها للجمهور بطريقة عصرية تحفظ المعلومة، وتصون الحقيقة، وتوصل "صوت الحق دون رتوش"، كما وصفها المفكر نفسه. وقد شارك في الإعداد لهذا التحول النوعي كل من المكتب الإعلامي للهيئة ومكتب البحوث والدراسات، تحت إشراف مباشر من المفكر الخامس العلوي، الذي أكد في تصريح خاص أن المنصات الجديدة ستكون واجهة فكرية، منبرًا حواريًا، وأداة نضال ثقافي ومعرفي، تُخاطب العقول وتواجه حملات التشويه ببيان الحقائق.
وفي سياق حديثه عن الحالة العامة للبلاد، تطرق المفكر الخامس إلى قضية الهجرة باعتبارها واحدة من أعقد التحديات التي واجهت الدولة الموريتانية في الآونة الأخيرة، مشيدًا بالطريقة التي تعاملت بها السلطات، وبالأخص معالي وزير الداخلية السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين، الذي تصدّى للملف بكل حزم وشجاعة وبعد نظر، كاشفًا عن كفاءة عالية وحس وطني رفيع.
وأكد المفكر أن معالي الوزير أثبت في تلك اللحظة الفارقة أنه رجل الميدان الصلب، وصاحب القرار السريع الذي لا يتأثر بالضغوط ولا تزلزله الضوضاء. لقد عمل على تحصين البلاد من الابتزاز، وقطع الطريق أمام ركوب الأمواج، وقلم أظافر الفتنة، ووأد الخطر في مهده بحكمة وصرامة عزّ نظيرها.
كما نوّه المفكر بالدعم الكامل الذي حظي به الوزير من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي أدار ظهره للضجيج، وانحاز بوضوح لهيبة الدولة وكرامة الوطن. فلهما – رئيسًا ووزيرًا – تحية تقدير وعرفان من كل الموريتانيين الغيورين، واعتراف بالدور الذي سيُسجّل في سفر من صانوا الكرامة الوطنية، وحموا السيادة من الارتجال والمزايدة.
وفي فقرة غنية بالعمق والتحليل، أكد المفكر الخامس العلوي أن معركته ومعركة الهيئة ليست مع أشخاص، بل مع ظواهر مرضية تهدد وعي المجتمع، وفي مقدمتها "الجهل، السطحية، والسذاجة"، مؤكدًا أن لا تقدم لأمة أمية، ولا نهضة لشعب غارق في الخرافة والشعبوية.
وحمّل المفكر المسؤولية الكبرى في تعقيد المشهد الوطني إلى ما أسماهم "مهرجي الخارج وعقوقيي الداخل"، ضاربًا المثل ببيرام ولد الداه ولد اعبيد، الذي اعتبره أحد أبرز أدوات التشويش والافتراء على الوطن، وأحد وجوه الاستثمار في معاناة الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة، وفق تعبيره.
وأوضح أن البيئة التي مكّنت من بروز هؤلاء ليست سوى نتيجة فراغ معرفي وغياب الوعي، مؤكدًا أن مشروع "الخامس" منذ انطلاقته اختار معركته الواضحة: "نحارب الجهل، لا الأشخاص.. نناهض التبسيط، لا النقد النزيه".
كما جدد العلوي ولاءه ووقوفه خلف فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ومعالي الوزير الأول، ومعالي وزير الداخلية، وكل أركان النظام الوطني، داعيًا كوادر الهيئة وممثليها في الداخل والخارج إلى التماسك، والتعبئة، والدفاع عن منجزات الدولة، والانخراط في مشروع النهضة الفكرية الذي يشكل حجر الأساس لكل تنمية مستدامة.
إن إطلالة اليوم ليست مجرد إعلان عن منصات تواصل، بل هي رسالة فكرية وسياسية واضحة، تؤكد أن هيئة الخامس ليست خارج السياق، بل في صلب المعركة الوطنية. خطاب يُزاوج بين الحكمة والالتزام، ويقدم تصورًا ناضجًا لعلاقة الفكر بالقرار، والإعلام بالمسؤولية، والولاء بالوعي.
نحن أمام مؤسسة تعي دورها، ومفكر يؤمن بمشروعه، وزمنٍ تتطلب معاركه أدوات جديدة... وقد بدأت الهيئة ترسم طريقها نحو الغد.